ثانوية الأمير مولاي عبد الله بمدينة سيدي سليمان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ثانوية الأمير مولاي عبد الله بمدينة سيدي سليمان


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الرحلة الاصعب لفدوى طوقان

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ibnettayeb
المدير



ذكر
عدد الرسائل : 173
العمر : 38
Emploi : no
Loisirs : no
وسام التمييز : 0
تاريخ التسجيل : 17/12/2006

الرحلة الاصعب لفدوى طوقان Empty
مُساهمةموضوع: الرحلة الاصعب لفدوى طوقان   الرحلة الاصعب لفدوى طوقان Icon_minitime1الإثنين فبراير 12, 2007 11:46 am

فدوى طوقان: نهاية الرحلة الأصعب



لم يبرز اسم شاعرة عربية معاصرة بعد نازك الملائكة، مثلما برز وترسّخ اسم فدوى طوقان. ومع ان طوقان كانت أكبر سناً من الملائكة، غير ان حضورها في الحياة الثقافية العربية استمر الى سنوات متأخرة، في حين انزوت الملائكة بعد عقدين من ظهورها، شأنها شأن مي زيادة التي شهدت نهاية تراجيدية أقرب الى نهاية نازك، فبعد ان شغلت الدنيا العربية بألق حضورها انطفأ سراجها وهي في مقتبل العمر.
ومع ان فدوى طوقان أغلقت كتاب الشعر منذ نهاية السبعينيات من القرن المنصرم، بيد انها بقيت على صلة بعالم النشر عبر كتب السيرة الذاتية التي اصدرتها، اضافة الى فيلم وثائقي حققته الروائية الفلسطينية ليانا بدر، ومجموعة من اللقاءات الاعلامية المستمرة التي سلطت الضوء على حياتها وبيئتها وتواريخ المخاضات السياسية والاجتماعية التي مرت بها، ويبقى الاهم في كل هذا تشجيع واحتضان الوسط الثقافي الفلسطيني الذي رعى شيخوختها وحفظ مكانتها في العالم العربي، فحصدت الكثير من الجوائز المحلية والعربية والعالمية.
سيرة فدوى طوقان الذاتية بمثابة وثيقة عن حياة الأديبات العربيات اللواتي انتقل بهن الحال عبر الكتابة من عالم الحريم الى فضاء الحرية الواسع. فحياتها الأولى في ثلاثينيات واربعينيات القرن المنصرم، تشخص كنموذج للنساء من جيلها اللواتي دخلن عالم الادب من أضيق أبوابه، على هذا لم يصمد الكثير منهن، ولكنها استطاعت الاستمرار بعزيمة هزمت الصعاب وذللت الكثير من المستحيلات. فهي ولدت لعائلة محافظة في نابلس العام (1917) وحرمت من الدراسة في سن مبكرة بتهمة قبول وردة من فتى غازلها في الطريق! كما تقول في مذكراتها. تلك البداية التي هي اقرب الى قصص الأفلام الصامتة الرومانسية، طبعت شعرها بطابع التحدي، مثلما أطّرته بأحلام الحب المستحيلة. ولعل نموذجها يطرح التفاوت في أوضاع الاديبات العربيات، مثلما يؤشر الى القواسم المشتركة بينهن. فأديبة مثل مي زيادة وهي خليط من اصول لبنانية وسورية وفلسطينية، نشأت في بيئة متغربنة وتعلمت اللغات الاوروبية قبل تعلمها العربية، واخترقت الوسط الثقافي المصري بسلوك جمع المحافظة الى الريادة الجريئة، حيث كانت مسكونة بتقاليد ثقافة عصر الانوار الفرنساوي، ودور المرأة وصالوناتها بما تحمل تلك الصالونات من لمسات الضيافة النسائية الانيقة المترفة، دون ان تدرك ذلك الانفصال بين عالمها وعالم ضيوفها من الادباء العرب. وربما كان تقليد الأديبة العازبة التي لاتعيش تحت رعاية زوج يحميها والذي اتخذته مي سلوكاً، من بقايا تلك الحقبة الفرنساوية.في حين كانت ثقافة نازك الملائكة ومستوى تعليم عائلتها قد مكّناها من استقلالية وفرادة الانطلاقة الأولى، فكان زواجها إيذانا بانتكاستها الادبية. وهكذا تصبح البيئات العائلية ذاتها، لاالمحيط الاجتماعي الأوسع، أحد عوامل تبلور الصورة الادبية للمرأة، لتؤثر لاحقاً، قليلا أو كثيرا، في نوع إسهامتها وإمكانية استمرارها.
كتبت فدوى طوقان في (رحلة جبلية رحلة صعبة) 1985ما يشبه استعادة لمعاناة طويلة من أسرة قست عليها، وكانت عودة الاخ ابراهيم طوقان من دراسته في بيروت، إيذانا بفتح نافذة جديدة على حياة لم تكن تحلم بها. فقد أصبح مرشدها نحو ابجديات الشعر، ورافق خطواتها الأولى بكل ما حملته من زخم التخيل عن عالم كانت تعيش نصف حقيقته، ونصفه الآخر يمضي بخيالها الى ماخلف اسواره، كما كانت تقول: انها تجلس ساعات لتتخيل كيف يرحل جسدها عن المكان ليستعيد ماحرم منه في لغة الاغاني وحكايات ممالك العشق. وهكذا غدت قصائدها الرقيقة المفتونة بفكرة الحب الرومانسي، التعبير الامثل عن فكرة الحرمان التي عاشتها، فقد أسست فدوى طوقان للغة ربما لم تجرؤ شاعرة قبلها على ان تكتب بها، فالأدب حررها من الخوف وجعل لها قيمة تجاوزت جدران البيت الضيق، ومن كان يمنع خروجها من الاهل، أصبح يتوسل إسهامتها في المجلات والصحف التي كانت تصدر في تلك الايام. ومع انها فجعت مبكراً بوفاة إبراهيم طوقان، الاخ الذي يعود فضل انعتاقها اليه، غير انها استمرت بعده ولم تتوقف عند حد الفجيعة التي كتبت عنها كتابها(أخي إبراهيم).
الكثير من قصائد فدوى طوقان الأولى لاتحتمي بالرموز والتوريات كي تعبّر عن جموح عاطفتها، فهي غير مراوغة ولا متسترة او خائفة من فكرة المرأة وخطيئة الجسد، فهي تكتب مطلع الخمسينيات في قصيدة (وحدي مع الايام) :
"يا لعينيك أي نفضة بعث / أوجدتها عيناك في أعماقي /فإذا بالحياة عارمة النبض/ بفيض الحنين والاشواق/ وإذا بالجمال يعكس ألوان/ رؤاه على مدى أفاقي/وإذا بي في ظل حب عظيم/ معجز السحر، مبدع خلاق".
فدوى طوقان تمسكت في بداياتها بتجاربها الحميمية، وعندما بدت مشاركة في حركة الشعر الحر او شعر التفعيلة، كانت أقرب الى بعض اتجاهات نازك الملائكة، فهي تهتدي الى إشاراتها عبر الطبيعة والعاطفة الشخصية، وناظم شعرها يعتمد على التدفق العفوي للمشاعر، ولم تكن معنية بالشعر السياسي مع انها فجعت مبكراً بكارثة احتلال فلسطين، وفي مذكراتها تتحدث عن هذا الامر على نحو دقيق، فهي تقول: "لم يكن بمستطاعي التفاعل مع الحياة بالصورة القوية التي يجب على الشاعر ان يتفاعل بها. كان عالمي الوحيد في ذلك الواقع الرهيب بخوائه العاطفي هو عالم الكتب. كنت أعيش مع الافكار المزروعة في الكتب، معزفة عن عالم الناس، بينما أنوثتي تئن كالحيوان الجريح في قفصه، ولا تجد لها متنفسا مهما كان نوعه.
وانا في تلك الحال من الحصر النفسي والاغتراب، كان أبي يأتي اليّ طالبا مني كتابة الشعر السياسي. كان يريدني أن أقبل يسألني الكتابة في الموضوع. كان صوت في داخلي يرتفع بالاحتجاج الصامت: كيف وبأي حق أو منطق يطلب مني والدي نظم الشعر السياسي وانا حبيسة الجدران، ولا أحضر مجالس الرجال ولا أسمع النقاشات الجادة ولا اشارك في معمعة الحياة. حتى وطني لم أكن تعرفت على وجهه بعد، فقد كان السفر محرما عليّ، وباستثناء القدس التي عرفتها بفضل احتضان ابراهيم لي حين كان يعمل في الإذاعة الفلسطينية، لم أكن أعرف مدينة أخرى غير نابلس.".
ولا شك ان فدوى طوقان عندما تحررت من ماضي الاقامة في البيت، استطاعت ان تصبح من بين الاصوات الفلسطينية المشاركة في موجة شعر المقاومة، وعلى وجه الخصوص بعد نكسة حزيران، ليتجدد حضورها بمجموعة من القصائد التي رددها الناس في المدارس والاحتفالات.
"أين تذهب قدراتنا على الحب..وماذا يفعل بنا الزمن؟".
كتبت فدوى طوقان هذه العبارة على مشارف سنة الهزيمة الكبرى للعرب في حزيران، وعلى أعتاب خمسينيات عمرها دونت الفقرة التالية: "فقدت قدرتي على التعامل مع الانفعالات، والقلب الذي غنى الحياة وكان قصيدة حب طويلة تستمر باستمرار الدواعي والاثارات يلقي سلاحه ويموت، لا كما يموت الشاعر وعلى فمه أغنية، بل يموت بصمت ، بحزن الفجيعة والموت". ولكنها لم تمكث طويلا بين براثن اليأس، فسرعان ما أعلنت العصيان على الاندحار لتبدأ قصة حب جديدة. ان صلاتها الى عام 1958تتكرر بعد عشر سنوات دون ان تفل عضدها هزائم الحياة: "أعطنا حباً فنبني العالم المنهار فينا / من جديد / ونعيد فرحة الخصب لدنيانا الجديبة".
نستطيع ان نقول ان فدوى طوقان لم تحتجز تجربتها الحسية والانسانية في اقفاص الرموز والصور والدلالات البعيدة. انها تكتب ببساطة عن انشغالاتها وقصص حبها الصغيرة، وعالمها المثالي الشاعري، وهي تسجل فجيعتها التي تكررت بالاحتلال وفقدان الأخوين إبراهيم ونمر، فكانت اقرب الى الخنساء في مراثيها، اما انتظارها الفارس العربي(وامعتصماه!) الذي يحرر بلدها من المحتل، فهو يدرج في باب العودة الى الصور القديمة في شعر النخوة والاستنهاض. ولكن طوقان في الشعر السياسي لم تقتصر على اتجاه واحد، فقد كتبت يوم دخول الجيش الاسرائيلي مدينتها في العام 1969: "الحزن في مدينتي يدبّ عاريا/ مخضّب الخطى/ والصمت في مدينتي، / الصمت كالجبال رابض/ كالليل غامض، الصمت فاجع/ محّمل/ بوطأة الموت وبالهزيمة.". قصيدتها هنا تحمل ألقاً خاصاً، ألق من خاض معركة مع الموت وخرج منها حياً. الصورة تأتيها دون مكابدة، فهي أمام مشهد يكتب قصيدته تلقائيا: "آه نستجدي العبور/ ويدوّي صوت جندي هجين/ لطمة تهوي على وجه الزحام/ (عرب، فوضى، كلاب)/ ويد تصفق شباك التصاريح/ تسد الدرب في وجه الزحام.".
عبر مجموعة من القصائد السياسية عززت فدوى طوقان مكانتها الشعرية بداية السبعينيات، ومع ان محمود درويش وتوفيق زياد وسميح القاسم، كانوا الاكثر حضورا في الادب المقاوم، غير ان تلك المرحلة شهدت الولادة الثانية لفدوى طوقان التي بدأت تجاربها نهاية الاربعينيات، ولم تكتمل إلا نهاية الستينيات في القرن العشرين.
ورغم ان مغامرتها الكتابية في بداية الخمسينيات لم تكن على اتساق مع اندفاعة حركة الشعر الحر التي جابت آفاقاً بعيدة، وكانت نازك الملائكة في القلب من جدل التجديد فيها، بيد ان طوقان كانت على مبعدة تعمد الى صنع قصيدتها الانثوية، وفي الكثير من مشروعها مايشكل المعادل النسائي لمشروع نزار قباني. انها تحتفي بالمشاعر الخاصة، بمحبتها لجسدها، بعشقها لفكرة الحب نفسه، والجمال الذي يمثله الحبيب، وتلك المقومات مكنت كلماتها من التداول والحفظ .
اعتمدت الحكاية الشعرية البسيطة الموحية التي تتضمن المفارقة في الحدث والمفردة ونسّقت تجاربها الانفعالية بناظم اللغة اليومية المتداولة للحب: فهي تقول في نصها (لن أبيع حبه) من ديوان (وجدتها) : "قلت: في عينيك عمق/ أنتِ حلوة/ قلتها في رغبة مهموسة الجرس/ فما كنا بخلوة / وبعينيك نداء / وبأعماقي نشوة/ أي نشوة / أنا أنثى فاغتفر للقلب زهوه / كلما دغدغني همسك: في عينيك عمق/ انت حلوة".
هذه القصيدة والكثير من قصائد طوقان في دواوينها التي صدرت في المرحلة الخمسينية، كانت تبدو النسخة الانثوية لقصيدة نزار قباني الرجولية، مع ان كلمة "رجولية" تحتاج الى الكثير من الاستئناف عندما نتحدث عن شعر قباني، غير ان التجربة التي يعكسها تتحدد بزاوية رصد لرجل تحرر من اسار متعارفات قيم الحب القديمة، فقاموسه وافكاره تستهين بها، كذلك فدوى طوقان فهي بعفويتها واندفاعها لاتقيم كبير وزن الى ما يطلب من المرأة ان تقوله في نصها، وخاصة في دواوينها الأولى.انها تسجل أدق التفاصيل من وقائع حبها:
"قال، يزورنا ودرب الحب يمضي بنا/ يزورنا، في الجمعة المقبلة../ الله! هذا الوعد ما أجمله!/ واختلجت عبر المدى أعماق / راعشة بلمسات الفرح/ وامتد قوس قُزح/ يلوّن الآفاق.".
أصدرت طوقان سبعة دواوين شعرية، كانت الثلاثة الأولى منها (وحدي مع الايام) 1952(وجدتها) 1958(أعطنا حبا) 1960تتشابه في تجربتها الجمالية وان اختلفت في شكل قصيدتها، فقد التزمت قافية واحدة او عدة قواف، مستفيدة من الاشكال الجديدة التي أتى بها شعر التفعيلة. وكانت مواضيعها الوجدانية تأملات في العشق والطبيعة، ومرثيات للاخ والوطن الضائع. واختلفت مواضيعها في مجموعاتها اللاحقة، فقد كرست ديوانها (امام الباب المغلق) 1967لمحورين اساسيين: الأول بيئتها الجديدة في الغرب، فقد درست في الستينيات فترة قصيرة في بريطانيا وعاشت تجربة حب كتبت عنها، والمحور الثاني مراثيها لاخيها (نمر). اما (الليل والفرسان) 1969خامس دواوينها فقد ولد في مخاض الخامس من حزيران، فكان ناظمه الهمّ الوطني والقومي. الديوان السادس ( على قمة الدنيا وحيداً) صدر في العام 1973حاولت فيه ان تقترب من سؤال الوجود والموت والعدم واليأس، وآخر ديوان أصدرته (تموز والنشيد الآخر) 1989وهو المحاولة الاخيرة لاستنهاض الشعر، غير انها انصرفت خلالها الى النثر حيث اصدرت (رحلة جبلية رحلة صعبة) في العام 1985وهو كتاب حوى الكثير من الآراء التي ترى فيها نفسها وتجاربها على نحو فيه الكثير من دقة التحليل ورهافته. ثم اردفته بالجزء الثاني (الرحلة الاصعب) 1993، ويبدو انها اصدرت الجزء الثالث منه في السنوات الاخيرة ، ولم يكن لنا فرصة الاطلاع عليه.
ورغم توفر الكثير من فرص العمل لفدوى طوقان خارج فلسطين، إلاّ انها رفضت مغادرة مكانها، فكانت تحسب على أدباء الداخل الفلسطيني، لذا نستطيع ان نرى بعض الاختلاف في نظرتها السياسية عن بقية الذين سكنوا المنفى، وهذه النظرة لاتنسحب على شعرها قدر ماتسجل في مواقفها اليومية. انها لم تنتسب الى تنظيم او تجمع سياسي، ولكنها كانت أقرب الى أفكار اميل حبيبي وسميح القاسم بخصوص التباس العلاقة بين المحتل وأهل البلد، وحاولت ان تكون واسطة صلح بين الفلسطينيين والاسرائيليين.
غير ان فدوى طوقان الشاعرة تبقى قبل وبعد كل المواقف، تمثل ذاكرة الامهات اللواتي حفظن لريادة الكتابة النسائية الشعرية نكهة خاصة، نكهة التمرد الشخصي، والمبادرة العفوية للدفاع عن حق النساء في التعبير عن أفراحهن وعواطفهن.


عدل سابقا من قبل في الإثنين أكتوبر 01, 2007 10:10 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://sidislimane.cn.ma/
ibnettayeb
المدير



ذكر
عدد الرسائل : 173
العمر : 38
Emploi : no
Loisirs : no
وسام التمييز : 0
تاريخ التسجيل : 17/12/2006

الرحلة الاصعب لفدوى طوقان Empty
مُساهمةموضوع: فدوى طوقان.. كما عرفتها   الرحلة الاصعب لفدوى طوقان Icon_minitime1الإثنين فبراير 12, 2007 11:50 am

انتهى الي اسمها الطائر على امتداد الوطن العربي والمهاجر قبل ان اسمع قصائدها الوجدانية وفرائدها القومية والوطنية من قبل عبر الاذاعات والمحطات وقبل ان اغذي فكري وروحي وهي مسطولة على اعمدة الصحف والمجلات ولاسيما مجلة “الرسالة” لاحمد محمد الزيات منذ نهاية ثلاثينيات القرن الفارط.
تلك هي فدوى طوقان شاعرة فلسطين ونجمتها اللامعة وضميرها الحي، منذ وجدت نفسها على الطريق وحدها، وليس على مفترقة فغدت في سيرها لا تهرب من واقعها وقدرها كذلك هي شاعرة الوجد والوجدان المعبرة بتلقائية وفاعلية في فيض خوالجها ونبض هواجسها وصدى احباطاتها واخفاقاتها وقد حفلت رحلة حياتها الشائكة الزاخرة، “رحلة جبلية صعبة”، ثم “الرحلة الاصعب” سيرة ذاتية ثم “الرحلة المنسية” دراسة ونصوص.
ولقد رأيتني اندفع في بداية الخمسينات الماضيات لان اتناول مجموعتها الشعرية الاولى، وحدي مع الايام، بعيد صدورها عام1952 بمقال مضاض كله تعليل وتحليل عنوانه “شاعرة الالم والتالم” نشرته في احدى الصحف المحلية اذ ذاك ثم انزلته في كتابي، من الادب العربي المعاصر،1966 لا لشيء الا للقاء بعض الانوار على مواكبتها الفعلية لقافلة الشعر العربي وعلى اسهاماتها الجادة من اجل وطنها المفدى.. ما لبثت ان ارسلت اليها بنسخة من هذا المقال المنشور تحية اليها ومشاركة مني في تقييم شعرها، وهو آخذ مساره الطبيعي من غير تريث او تعثر..
ولا يغيبن عن خاطري اني اقدمت بعد مدة قصيرة او طويلة لا ادري على اختصار مقالي هذا بما استطعت فقدته حديثا اذيع من محطة بغداد تبيانا لمنزلة الشاعرة بين معاصريها ومعاصراتها.
وراودتني بعد هذا كله فكرة طريفة وهي التوسع في شاعرية فدوى طوقان بعد الالمام بظروفها الموضوعية التي اعانتها على حضور اكبر وانطلاق ابعد وعبر الاحاطة بخطواتها المتئدة واتصالاتها المحدودة ببعض من اعلام عصرها وحصرها فمن بوأها مكانة باتت معها موضع التفات النقاد والباحثين في مضمار الدراسات الادبية والنفسية والسياسية ومحل تقدير الاخرين لها كانسانة وشاعرة على الرغم من درجة اختلافهم مذهبا وموقفا.
من هنا بات من الاجدى ومن المنطلق العلمي وليس من التطفل الشخصي ان اسألها عما يمكنها بما اتطلع اليه من جواب قاطع يضع حدا لما قد تكون هناك من افتراضات او استفهامات حول سيرتها الذاتية ومسيرتها الشعرية، فاذا ردها الوافي ياتيني مؤرخا في السابع من شهر تشرين الاول عام1952 وفيه تنص قائلة ماذا اقول لك؟ في حياتي شؤون “حالات لا احب ان افتح صدري عنها امام العيون وهذه كلها لها اكبر الاثر في تكوين شخصيتي وانصرافي الى الشعر، اني لاقول لك فقط وارجو ان تحرص على ما اقول: ان انصرافي الى الشعر كان هروبا من ظروف حياتي هروباً من الناس الذين اعيش بينهم واني لاختزل قصة حياتي في كلمات بسيطة قليلة احوال قاسية رافقت طفولتي ورسبت قسوتها في قرارة نفسي ثم حين يعج بالاضطهاد الا وانا انتفض. ولا تظن انني احاول ان ارسم صورة شعرية يغلب عليها الخيال وانما هي صورة من صميم واقع حياتي..
ولما توطدت علاقتي الادبية والروحية بالشاعرة تداعى خاطري ذات يوم باستفهام مشروع كنت فيها ما كنت مقتنعا به ومطمئنا اليه فلماذا لا اكتب في اخيها ورائدها ابراهيم اكمالا للقصة وهو الذي اشتهر من قبل بسنين طوال، وتوهج في سماء العروبة لنجم شديد اللمعان في اطلالة الفجر وجلالة السحر والذي عمل مدرسا للغة العربية بدار المعلمين الريفية في مطلع الاربعينيات السالفات الا انه بفعل العلة المهلكة التي اجتاحته فأذابت عمره، وهصرت عوده، عاد قافلاً إلى بلده حتى خر صريعاً مأسوفا عليه ومبكيا اليس هو صاحب نشيد “موطني الجلال والجمال والسناء والبهاء” هذا الذي ذاع وشاع في مدارس العراق والوطن العربي قاطبة على مدار سبعين عاماً.
انما زادني حرصا على الكتابة في شاعرية ابراهيم قبل فوات الاوان قرب صدور ديوانه اليتيم.. فما كان مني الا ان البعض بكتاب الى اخته فدوى مستمرجاً رأيها في هذا الذي انا فيه والزمن اواخر عام1955 لعلها تنورني بعض الشيء “شكرت لك نيتك في الكتابة في شعر المرحوم ابراهيم ولما كان الديوان لم يصدر بعد الى الاسواق فانني ارجو ان تنتظر قليلاً ربما ينتهي العمل على طباعته ويخرج الى عموم البلاد العربية خلال شهرين.
ان هو الا قليل حتى صدر ديوان ابراهيم طوقان من دار الشرق الجديد بلبنان فامعنت في قراءته والاحاطة بجوانبه معنى ومبنى استخلاصاً لما يتوخاه الشاعر من جهة واستنباطاً لما يمكن ان يضمره في اطواء ذاته من جهة اخرى الى ان تسنى لي ان افرد عنه مقالاً تحت عنوان “ابراهيم طوقان شاعر فلسطين الخالد”.. نشرته مجلة “الحديث” الحلبية لسامي الكيالي في خريف عام1956 ثم اختصرته وارسلت به الى اذاعة القدس العربية اذ القي بالنيابة عني وكوفئت به واذا ما ادرك فدوى طوقان هذه كله تلقيت منها رسالة “اؤكد لك انني انوء بعبء الشعور بتقصيري تجاهك وتستطرد وفي الحق انني اشعر بالحرج الشديد تجاه الاخوان الادباء والشعراء الذين يقتضيني شرف الزمالة الادبية ان افيهم ديونهم فارجو منك ايها الاخ المعذرة ثم تقول لم يسعدني الحظ بالاطلاع على مجلة “الحديث” وعلى كل حال انني اشكرك كثيرا لاهتمامك بالكتابة عن المرحوم ابراهيم.
وفي مرحلة الخمسينات الفارطات وهي تشهد صراع الاجيال والحضارات وتصادم المبادئ والتيارات اتفق ان قرأت في احدى الصحف مقالا حادا يتعرض فيه كاتبه ـ نسيت اسمه ـ بالشاعرة فدوى ويسخر منها ومن بعض معطياتها ومآتيها في الميدان الذي خلقت له على نحو لا يصح الاغضاء عنه في حين دعاني لان ارسل بقصاصة هذا النقد اليها لتطلع هي عليه، واطلع انا على رايها فيه، وعلى جاري عادتها لم تتردد في الاجابة عني، قرأت النقد الذي تفضلت بارساله لي وتسألني رأيي، ان فضيلة الشعر عندي اسمى من فضيلة هذا المجتمع الزائف، ونحن نعيش في كذبة كبير وقد قلت هذا في شعري الجريء تحديا لهذه الكذبة انني يا أخي لا أؤمن بقضية الجدران الضيقة والنفاق الذي يعيش فيه الرجل في مجتمعنا المرائي لا يثير الا احتقاري وقد نشرت شعري وانا عالمة بما سيثير من الغضب في نفوس اهل الرياء والنفاق الفضلاء ولست ابالي وقد قلت كلمتي ومشيت كما قال الريحاني.
وفي منتصف عام1957 وصلتني من الشاعرة نسخة هدية معطرة من مجموعتها الشعرية الثانية وجدتها وهي تطوقني بدين جديد وعندما اخرجت كتابي “من الادب العربي المعاصر” عام1966 وقدم له الدكتور صفاء خلوصي بافاضة لا عجالة اهديت الشاعرة نسخة منه استعادة لذكرى ما سلف ان كتبت فيها من دراسة وفي اخيها ابراهيم من دراسة ايضا واستحضار لما بيننا من رابطة ادبية ومن مشاعر التقدير والاخاء المشتركة كما تقول في رسالة سابقة لها، لقد تناهى الي صوتها عبر رسالتها المؤرخة بالعاشر من شهر اذار1967 دافئا داعيا الى التفاؤل والغبطة تلقيت هديتك القيمة الي من الادب العربي المعاصر انك دائما متفصل ايها الاخ الكريم كم من جميل طوقتني به وما اراني عن رد الجميل بمثله، لقد كانت السويعات التي امضيتها مع كتابك ماتعة حقا لاسيما التي امضيتها مع سلامة موسى والعقاد هذا ولا انسى ان اشكرك بصورة خاصة لما بذلت من جهد في اعداد دراستك عن شقيقي المرحوم ابراهيم ثم عني، ارجو ان تسلم لي على الدكتور خلوصي كما ارجو ان تتقبل اصدق عواطف تقديري واعجابي وليسلمك الله ويحفظك ويزيد عطاؤك الادبي وانني لامل ان تصدر مجموتي الشعرية الرابعة خلال هذا العام ويسعدني ان ارد لك بعض الجميل فاوافيك بنسخة هدية متواضعة مني.على ان ديوانها الرابع هذا “امام الباب المغلق” وان صدر فانما لم تصلني منه نسخة من الشاعرة كما وعدت والوعد حق، ولعل هزيمة حزيران وقد اصابت العرب ولاسيما المصريين في الصميم واغرقتهم في خضم من الاحباط والحيرة اذ قالت الشاعرة عن نفسها وعن حواليها وسطرت مستهل كتابها “الرحلة الاصعب” لن تبرح مخيلتي صورة ذلك اليوم الحزيراني المشؤوم، يوم الاثنين من حزيران العام1967 وتستطرد بالكتابة ذلك المساء مساء الخامس من حزيران في القدس، صخرة من الفم تربض على قلبي بكل ثقلها، الحرب، يا للهول؟؟


عدل سابقا من قبل في الإثنين أكتوبر 01, 2007 10:07 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://sidislimane.cn.ma/
ibnettayeb
المدير



ذكر
عدد الرسائل : 173
العمر : 38
Emploi : no
Loisirs : no
وسام التمييز : 0
تاريخ التسجيل : 17/12/2006

الرحلة الاصعب لفدوى طوقان Empty
مُساهمةموضوع: رد: الرحلة الاصعب لفدوى طوقان   الرحلة الاصعب لفدوى طوقان Icon_minitime1الإثنين فبراير 12, 2007 11:54 am

في الذكرى الثالثة لوفاة الشاعرة الفلسطينية فدوى طوقان
داعس ابو كشك.
في مساء يوم الجمعة 12/12/2003م عم نابلس (جبل النار) موجة من الحزن عندما سمع خبر وفاة عميدة الحركة الشعرية الفلسطينية الشاعرة فدوى طوقان , وهذا اضاف الى احزان الشعب الفلسطيني المستمرة حزنا صعبا وثقيلا يجد الانسان نفسه محاطا بدائرة متوهجة من التفاعل الانساني , مذهولا حائرا امام هذا الصرح الثقافي الكبير المتميز بالعطاء والتضحية.
ولايمكن لاي باحث في الحركة الثقافية الفلسطينية ان يغفل او يتجاوز في بحثه الشاعرة فدوى طوقان لان لها بصمات واضحة في هذا المجال, وهو امام شاعرة لها تجربتها الفنية والحياتية التي اهلتها لتحتل موقعا متميزا في الادب الفلسطيني وان يكون لها الحضور المميز في العواصم الثقافية العربية والاجنبية وذلك لغزارة انتاجها من جهة ولحملها هموم الشعب الفلسطيني وتضحياته من جهة اخرى , فكانت سفيرة فلسطين المتجولة في بقاع الارض لتحكي قصة هذا الشعب ونضالاته وطموحاته الوطنية في التحرر والاستقلال
لقد شقت فدوى طوقان رحلتها الجبلية الصعبة بارادة قوية وعزيمة واصرار على مواجهة التحدي واستطاعت من خلال موقف اخيها المرحوم الشاعر ابراهيم طوقان المشجع لها ان تخطو الخطوة الاولى في القصيدة الشعرية ثم نضجت تجربتها الشعرية حتى قفزت من الامها الخاصة الى ملامسة عذابات شعبها بعد هزيمة حزيران عام 1967, حيث التحفت بهموم الشعب الفلسطيني ولعل قصيدة "آهات امام شباك التصاريح" تمثل نموذجا حيا على تلمس معاناة الشعب الفلسطيني وانها اصبحت تمتلك صوتا فلسطينيا متميزا في قصائدها التي خرجت بها من ثلاثة امور رئيسية :-
1- التحول في قصائدها من الخاص الى العام .
2- اصبح محور قصيدتها الانسان- الارض- الوطن.
3- الحرية.
حيث عبقت قصائدها باستحضار دائم وكامل لكل تفاصيل الوطن الذي عاش فيها وعاشت فيه , وصورت لنا الحياة الفلسطينية بصورة واضحة وبشكل انصهر فيه الخاص بالعام والذات بالموضوع وتكثفت تجربتها الشعرية لترسم لنا اطارا سياسيا واجتماعيا وحياتيا للشخصية الفلسطينية.
واستذكر هنا وفي هذا المقام بدايات معرفتي بالشاعرة فدوى طوقان وذلك يعود الى المرحلة الثانوية عام 1973 من خلال استاذي المرحوم د. عبد اللطيف عقل والقاصة المرحومة باسمة حلاوة حيث بدأت اقرأ دواوينها الاولى وخاصة ( وحدي مع الايام ) , وجدتها , اعطنا حبا , امام الباب المغلق , وقمة الدنيا وحيدا والليل والفرسان وتموز والشئ الاخر, الى قصائد سياسية واللحن الاخير وصولا الى سيرتها الذاتية في رحلة جبلية صعبة وفي الرحلة الاصعب وهي نموذج للادب الانساني وذات قيمة وطنية وتاريخية هامة.
وفي عام 1982 اسست دار منشورات الوحدة في نابلس وتقع في اول سوق الخضار في بناء قديم وتوطدت العلاقة مع الشاعرة فدوى التي كانت تقصد الدار بشكل شبه يومي وعندما كانت تنهي نزهتها اليومية في البلدة القديمة حيث تتفقد حجارتها وحواريها وتلتقي بالناس بابتسامتها التي تعلو محياها , وكانت في كل زيارة لنا تشجعنا على مواصلة طريقنا في ظل الهجمة الشرسة من قبل قوات الاحتلال ضد الحركة الثقافية واذكر بان ديوانها " قصائد سياسية " كان من اكثر الدواوين انتشارا في تلك الفترة , ثم تطورت العلاقة مع تأسيس المنبر الحر في نابلس , حيث استضافها في امسية شعرية في قاعة الديوان العربي , وابدعت في القاء قصائدها وقوبلت بالتشجيع الحار من قبل الحضور , حيث كان هناك من يشاهد فدوى لاول مرة ويتعرف عليها , كما استضافتها جمعية المرأة في سلفيت ورافقها في تلك الزيارة كل من :- د. منذر صلاح "رئيس جامعة النجاح سابقا " , د. محمد حنون , وسحاب شاهين ,عبد الباسط الخياط , وداعس ابوكشك , حيث احتفى بها اهالي سلفيت بالاضافة الى الزيارات التي كنا نقوم بها ومجموعة من الكتاب والادباء الى بيتها , حيث نتداول اطراف الحديث حول تطور الحركة الادبية , ولعل اخر لقاء كان معها وهي على سرير الشفاء ولم تفارقها ابتسامتها المعهودة وحملتنا مسؤولية الحفاظ على موروثها الثقافي واستذكرت محطات حياتها التاريخية, ثم المشاركة في مراسم تشييع جثمانها الى مثواه الاخير في الرابع عشر من كانون الاول عام 2003م.
و من حقها علينا أن نجعل لاسمها حضوره في ذاكرة الأجيال الفلسطينية وواجب علينا أن ندعوهم كذلك الى حفظ اسمها و قراءة اّثارها وأوصي بضرورة عمل ما يلي :
1- تشكيل لجنة وطنية لحفظ و رعاية و نشر تراثها .
2- اطلاق اسمها على كلية الاّداب في جامعة النجاح .
3- تخصيص جائزة سنوية باسمها تمنح لأفضل عمل أدبي يدور حول انتاجها الثقافي .
وقد مرت الذكرى الثالثة لوفاة الشاعرة ولم يحدث أي حراك ثقافي على شرف المناسبة حيث مرت بصمت فهل نسينا فدوى طوقان التي قارعت العدو بكلماتها الثائرة , حتى ان الصحف والزوايا الادبية لم تذكر أي شئ عن هذه المناسبة باستثناء الفضائية الفلسطينية التي خصصت حلقة حول وفاتها.
و أخيرا و ليس اّخرا , فهذه الشاعرة العظيمه ان غاب جسدها الطاهر عنا فان روحها تعانق كل حارات نابلس القديمة و كل ربوع الوطن و ان عزاءنا الوحيد هو ما خلقته من تراث ثقافي وطني و انساني .
(رحمك الله يا فدوى و ان في طيب انتاجك الأدبي لنجد خير الغذاء و السلوان ).


عدل سابقا من قبل في الإثنين أكتوبر 01, 2007 10:15 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://sidislimane.cn.ma/
ibnettayeb
المدير



ذكر
عدد الرسائل : 173
العمر : 38
Emploi : no
Loisirs : no
وسام التمييز : 0
تاريخ التسجيل : 17/12/2006

الرحلة الاصعب لفدوى طوقان Empty
مُساهمةموضوع: رد: الرحلة الاصعب لفدوى طوقان   الرحلة الاصعب لفدوى طوقان Icon_minitime1الإثنين فبراير 12, 2007 12:05 pm

وفاة الشاعرة الفلسطينية فدوى طوقان

--------------------------------------------------------------------------------وفاة الشاعرة الفلسطينية فدوى طوقان ..

نابلس : اعلن مستشفى نابلس التخصصي وفاة الشاعرة والاديبة الفلسطينية فدوى طوقان عن عمر يناهز 85 عاما
وتوفيت الشاعرة ليل الجمعة اثر هبوط في القلب بعد ان ظلت تحت الملاحظة في وحدة العناية المركزة لمدة 20 يوما

وكرست طوقان التي لقبت بشاعرة فلسطين حياتها لكتابة الشعر والنثر وتناولت موضوعات تتعلق بالنضال الفلسطيني واخرى تتحدث عن المرأة في المجتمع الفلسطيني

ولدت طوقان عام 1917 بمدينة نابلس لعائلة عريقة ومحافظة جدا مما ترك أثرا واضحا في كتاباتها خاصة النثرية. تلقت تعليمها الابتدائي في نابلس لكن لاسباب اجتماعية لم تتمكن من استكمال تعليمها الثانوي فتعهدها شقيقها الشاعر الفلسطيني المعروف ابراهيم طوقان بالرعاية والتثقيف

و صدر لها عدة دواوين منها (وحدي مع الايام) عام 1952 و(وجدتها) عام 1957 و(اعطنا حبا)عام 1960 و(امام الباب المغلق) عام 1967 و(الليل والفرسان) عام 1969 و(على قمة الدنيا وحيدا) عام 1973 و(تموز والشيء الاخر) عام1989 و(اللحن الاخير) عام 2000

اما اعمالها النثرية فكانت (خي ابراهيم) عام 1946 و(رحلة صعبة-رحلة جبلية) عام 1985 و(الرحلة الاصعب) وهي سيرة ذاتية كتبتها عام 1993 في العاصمة الاردنية

وقد تمت ترجمة العديد من اعمالها الى الانجليزية والفرنسية واليابانية والعبرية والايطالية والفارسية

وحازت طوقان على العديد من الاوسمة والجوائز العربية والدولية لكن الاقرب لها كما وصفته هو تكريم جامعة النجاح الوطنية في نابلس التي منحتها شهادة الدكتوراة الفخرية لعام 1998

وكتبت طوقان عن نفسها ذات مرة قائلة انا عين المرأة .. الشاهدة.. بؤرة العدسة .. صياح الديك عند الفجر .. لؤلؤة الكلام .. حجارة الحيطان العتيقة .. نبتة الظلال التي تعانق المساء .. انا الصوت الحنون الذي يستحضر الامل وقت الكلام

ورغم ما تعانيه مدينة نابلس من حصار وتوتر فقد خيمت مشاعر الحزن على الاهالي بعد انتشار نبأ وفاتها وقال محافظ المدينة محمود العالول : سنعد جنازة مهيبة تليق بشاعرة عظيمة ومبدعة متألقة حملت همومها واحلام شعبها

وقال أمين طوقان (65 عاما) ابن شقيقة الشاعرة الراحلة ستتم الجنازة بعد صلاة عصر يوم الاحد بعد وصول عدد من افراد العائلة في الخارج وقالت نسرين بدران (23عاما) وتعمل موظفة في مؤسسة اهلية علمت عن وفاة الشاعرة في السادسة صباحا عندما سمعت والدي يبلغ شقيقي الموجود في كندا. حزنت جدا فقد كانت مريضة مؤخرا

وتابعت : تعلمت عن شعرها في المدرسة وانا في الصف التاسع فأحببته. وصرت اقرأ لها لاحقا. والتقيتها في مناسبات اجتماعية وثقافية وهي انسانة بسيطة ومتواضعة وما احببته اكثر في شخصيتها انها تحب ان يقال عنها بانها ابنة البلد

وقال الكاتب والناقد الادبي عادل الاسطة في ديوانها الاخير اللحن الاخير حاكت الموت وكانت تتمنى الا تترك وحيدة وخاطبت من تحب بقولها .. يا اخ الروح رجاء لا تمت او فخذني معك


عدل سابقا من قبل في الإثنين أكتوبر 01, 2007 9:58 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://sidislimane.cn.ma/
ibnettayeb
المدير



ذكر
عدد الرسائل : 173
العمر : 38
Emploi : no
Loisirs : no
وسام التمييز : 0
تاريخ التسجيل : 17/12/2006

الرحلة الاصعب لفدوى طوقان Empty
مُساهمةموضوع: فدوى طوقان   الرحلة الاصعب لفدوى طوقان Icon_minitime1الأربعاء فبراير 14, 2007 9:49 am

حياتها :

هي فدوى طوقان بنت المرحوم عبد الفتاح طوقان وشقيقة الشاعر المرحوم إبراهيم طوقان . ولدت في مدينة نابلس بين عامي 1919-1920 في فصل الشتاء . تلقت دراستها في نابلس ، ولم تتح لها الظروف إتمام تعليمها الجامعي في الخارج فأكبت تسد هذا النقص بالدراسة الشخصية ، وكان ابراهيم طوقان شقيقها ، يتعدها بعنايته بالإضافة إلى دروس خاصة في اللغة الإنجليزية التي ما انفكت تطالع آثارها بجد واستمرار.

تعرفت الى عالم الشعر عن طريق أخيها الشاعر ابراهيم طوقان.- عالج شعرها الموضوعات الشخصية والجماعية، وهي من أوائل الشعراء الذين عملوا على تجسيد العواطف في شعرهم وقد وضعت بذلك اساسيات قوية للتجارب الانثوية في الحب والثورة واحتجاج المرأة على المجتمع. تحوّلت من كتابة الشعر الرومانسي بالأوزان التقليدية، الذي برعت فيه، إلى الشعر الحر في بدايات حركته، وعالج شعرها عدداً كبيراً من الموضوعات الشخصية والجماعية.

فدوى طوقان من أوائل الشعراء الذين عملوا على تجسيد العواطف الصادقة في شعرهم، وقد وضعت بذلك أساسات قوية للتجارب الأنثوية في الحب أو الثورة واحتجاج المرأة على المجتمع. بعد سقوط بلدها في براثن الاحتلال الصهيوني هيمنت على شعرها موضوعات المقاومة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://sidislimane.cn.ma/
ibnettayeb
المدير



ذكر
عدد الرسائل : 173
العمر : 38
Emploi : no
Loisirs : no
وسام التمييز : 0
تاريخ التسجيل : 17/12/2006

الرحلة الاصعب لفدوى طوقان Empty
مُساهمةموضوع: hada dyal fadwa tou9an   الرحلة الاصعب لفدوى طوقان Icon_minitime1الأربعاء فبراير 14, 2007 10:05 am

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://sidislimane.cn.ma/
jusef
وسام عضو مميز بتلبية الطلبات



ذكر
عدد الرسائل : 22
العمر : 34
وسام التمييز : 0
احترامك للقوانين المنتدى : الرحلة الاصعب لفدوى طوقان 21010
تاريخ التسجيل : 29/09/2007

الرحلة الاصعب لفدوى طوقان Empty
مُساهمةموضوع: salam   الرحلة الاصعب لفدوى طوقان Icon_minitime1السبت سبتمبر 29, 2007 4:04 pm

thank you very much my brother admin
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.yousso27.skyblog.com
 
الرحلة الاصعب لفدوى طوقان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ثانوية الأمير مولاي عبد الله بمدينة سيدي سليمان :: 1 باك ثانوي :: منتدى العربية-
انتقل الى: