شبهات تحوم حول قرارات مجلس مدينة سيدي سليمان
يكاد يجمع سكان مدينة سيدي سليمان ذات الطابع الفلاحي، والتي تبلغ ساكنتها أكثر من 78 ألف نسمة، على أن مجلس المدينة الحالي لا يفتأ يكون صورة مكررة لسابقيه، والذين لم يأتوا للمواطنين بأية رؤية تتماشى وإمكانياتها الاقتصادية والبشرية الهائلة.
ولم يجن سكان المدينة من المجالس المتعاقبة ولاسيما في الفترات التشريعية الثلاث السابقة، والتي سيطرت عليها ما تسمي نفسها بالأحزاب الوطنية الديمقراطية، يقول مصدر مطلع عن الشأن المحلي بالمدينة ل"الصحيفة"، غير المزيد من تدهور البنيات التحتية؛ حيث أزقة غارقة في ظلام دامس بسبب تعطل الأعمدة الكهربائية بها، والعديد من الطرقات بها محفرة وجوانب مهمة منها لا تحدها أرصفة، هذا في الوقت الذي يطالعنا المجلس، يضيف المصدر نفسه، بأنه قد أبرم صفقة ما لإحداث طريق أو مشروع ما بالمدينة، بينما في الحقيقة كل المسألة تتعلق بصفقات يظفر بها كلها أحد المقاولين المحليين، في عمليات تفويت مشبوهة.
وأضاف المصدر ذاته ل"الصحيفة" بأن إعادة تعبيد شارع الحسن الثاني، الذي دشنه مؤخرا "أصحابهم"، في إشارة إلى قيادات حزب الاتحاد الاشتراكي ومنهم عبد الواحد الراضي رئيس مجلس النواب والنائب البرلماني عن المنطقة، الذين زاروا المدينة لتدشين الشارع، بأن هذا التعبيد طالته مجموعة من المؤاخذات؛ بحيث، يضيف المصدر، من الناحية التقنية والهندسية يخالف ما هو متعارف عليه، على الأقل على مستوى مدن المملكة، إذ تمت إزالة الأرصفة التي كانت تتوسطه، وأضحى الشارع الذي يتوسط المدينة، كما لو أنه طريق سيار، مما يشكل خطرا على المواطنين. كما أن القيام بتعبيد هذا الشارع، وعلى ما يبدو كذلك، يؤكد مصدر ا"الصحيفة"، تعبيد شارع محمد الخامس في الأفق القريب، جاء عشية الاستحقاقات القادمة، والتي بدأت تعد لها العدد لتفادي أية مفاجأة قد تحدث، بعدما اهتزت صورة حزب الراضي، على الأقل على المستوى المحلي بما أن رئيس المجلس الحالي ينتمي لنفس الحزب، وهو لربما، يخلص مصدرنا، ما جعل ذوي القرار على مستوى الجهة "يتبرعون" على الساكنة بالمدينة بهذا المشروع الذي لا يقدم ولا يؤخر.
ويذكر أن مجلس جهة الغرب شراردة – بني احسن، وفي إطار تمويل مشاريع الجماعات التابعة لمنطقة نفوذه، قد منح الجماعة البلدية لمدينة سيدي سليمان غلافا ماليا يقدر بخمسة ملايين و 977 ألف درهم، خلال المدة الانتدابية الثانية لمجلس الجهة ( 2003-2006).
في ذات السياق صرح مستشار بمجلس المدينة ل"الصحيفة" بأن الارتجال هو السمة الأساسية لقرارات المجلس، وهذا ما جعل أشخاصا ينالون رخصا لإحداث أكشاك دونما أية مراعاة للقوانين، ولا أدل على ذلك، يضيف المصدر، منح رخصة من أجل إحداث كشك ضخم في الساحة المخصصة لسيارات الأجرة، وكذا منح رخص لإحداث معارض تجارية وترفيهية دون تحديد جداول زمنية لها. كما أن هناك العديد من المشاريع التي ما تزال عالقة، والتي تبقى مجرد حديث بين المستشارين، ومنها بناء مجزرة لائقة بالمدينة، وإعادة مد قنوات تطهير السائل وإصلاح السوق الأسبوعي. وأنهى المصدر حديثه، متسائلا، ماذا قدموا لنا خلال عقد ونصف؟
جذير بالإشارة أن رئاسة المجلس البلدي لمدينة سيدي سليمان خلال الفترات التشريعية الثلاث السابقة، تناوب عليها كل من حزب الاستقلال بولاية واحدة، وحزب الاتحاد الاشتراكي بولايتين.