كيف يفرز الثدي الحليب؟

كيف يفرز الثدي الحليب؟
تلعب الكيفية التي يأخذ بها الرضيع ثدي أمه دورا هاما في صناعة الحليب من طرف الام، إضافة إلى رد فعلها وقبولها ورضاها بهذا العطاء. هذا من جهة، ومن جهة أخرى، فإن الرضاعة نفسها أي عملية امتصاص الثدي من طرف الرضيع عامل أساسي في إنتاج الحليب إلى جانب العاملين الهرمونين وهما ''البرولاكتين'' و''الاوسيتوسي'' الذين ينشطان النسيج الغددي في ثدي الام المرضعة. يجب ان يقوم الرضيع بالرضاعة. وهو وامه في وضعية مريحة تتمثل في ان يكون الرضيع مقابلا لثدي امه دون ان يدير رأسه والام جالسة أو ممددة تقابل تماما طفلها، لأن محاولة الرضاعة من طرف الرضيع وهو في وضعية غير ملائمة يتعبه كثيرا نظرا لصعوبة العملية. وهذا ما يجعله يمل ويرفض الثدي كلما حاولت الام ذلك. فنلاحظ تراجع وزن الرضيع وتعرضه للأمراض ثم نقص الحليب عند الام لغياب الرضاعة. فالوضعية أثناء عملية الرضاعة بالنسبة للرضيع والام شرط أساسي، إضافة طبعا إلى الحالة النفسية للأم التي اذا كانت غير مستعدة لإعطاء ثديها لولدها اكيد أن الحليب يصبح ناقصا. يجب أن تعلم الام ان هناك فترة انتظار قبل تدفق الحليب في فم الرضيع، فعندما يشرع الرضيع في الرضاعة ويأخذ الحلمة واللعوة داخل فمه يمتص اولا بعض القطرات من السائل الموجود في توسعات قنوات الثدي ماقبل الحلمة التي تشجعه على مواصلة الرضاعة، وقد ينتظر بعض الثواني حتى يصله الحليب، وهو يواصل الرضاعة. وهذا ما يجلب هرموني البرولاكتين والاوسيتوسين إلى الثدي ويثيران انتصاب الحلمة واللعوة وتقلص ألياف الثدي لتحس الام بذلك على شكل صلابة الثدي وتوتره أو تنمله، أو آلام خفيفة، فتقول الام ''الحليب يصعد...'' فعلا في هذه الآونة يمتلئ فم الرضيع بالحليب وتسمعه يبلع؛ لأن الحليب أصبح يتدفق بفضل نشاط النسيج الغددي وصناعته للحليب.
مكونات الثدي: يتكون الثدي عند المرأة من:
1) النسيج العضلي الذي يتميز بعدد من الألياف العضلية التي تتجمع حول الكييسات والقناة الناقلة للحليب مكونة شبكة قابلة للتقلص تقوم بدفع الحليب إلى الخارج تحت تأثير هرمون الاوسيتوسين وتصبح تعمل كمضخة.
2) النسيج الغددي الذي يتضخم وتطرأ عليه تحولات كثيرة أثناء الحمل تأهبا لأداء وظيفته التي تنتظره، وهي صناعة الحليب وتكوّنه كييسات متجمعة على شكل عنقود ينتهي بثقب التي تمثل نهاية الغدة والتي يخرج منها الحليب.
3) النّسيج اللمفاوي والدموي الذي يتطور خلال الحمل ويزداد حجمه بفضل توسع الأوعية الدموية واللمفاوية التي تزيد في حجم الثدي حتى يتمكن من احتواء كميات أكثر من الحليب.
4) النسيج مابين الخلايا الدهنية والملتحمة، هذا النسيج يكون مشبعا بالمادة الدسمة التي تتحول إلى حليب والتي تحتوي على مواد تحمي الرضيع من الأمراض.